شركاء في صناعة المستقبل
د. الوزني يشدد على ضرورة استغلال مرحلة "الفرصة السكانية"
د. الوزني يشدد على ضرورة استغلال مرحلة "الفرصة السكانية"
الثلاثاء, 15 تشرين الثاني 2011

أكد الخبير الاقتصادي وعضو المجلس الأعلى للسكان الدكتور خالد الوزني على أهمية تجسيد ما جاء في كتاب التكليف السامي للحكومة لتحسين مستوى معيشة المواطن والذي يعد من أبرز أولويات هذه المرحلة، مشدداً على ضرورة استغلال مرحلة "الفرصة السكانية" التي يقع الأردن في نطاقها حالياً .

وبين الوزني أن مرحلة "الفرصة السكانية" والتي تكون فيها نسبة السكان في سن العمل ممن تقع أعمارهم بين الـ15 عاماً والـ64 عاماً، تتجاوز نسبة السكان من الفئات المعالة، وهي الأقل من 15 عاماً وأكثر من 64 عاماً، ستصاحبها تأثيرات مختلفة على الحالة الاقتصادية والاجتماعية، قد تكون على شكل تحديات في حال لم يتم استغلالها بشكل ملائم، وقد تكون فرصاً نافعة إذا ما تم الاستفادة منها، مما يعني الوصول إلى معدلات مرتفعة من العمل المنتج وتحقيق رفاهية المواطن.

وتناول الوزني خلال افتتاح دورة "الدبلوماسية وسياسة الأمن الدولي 2011" والتي نظمتها كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية بالتعاون مع مركز جنيف للسياسات الأمنية، في محاضرة له يوم أمس بعنوان "السكان والتحديات الإقليمية" البعد السكاني والوضع الاقتصادي والتحديات المضطردة التي يواجهها الاقتصاد الأردني رغم استقرار سعر الصرف وكذلك الفجوة الداخلية المتمثلة بعجز الموازنة والفجوة الخارجية المتمثلة بالدين الخارجي، مبيناً أن تحسين مستوى معيشة المواطن يتطلب تنفيذ البرامج التنموية الاقتصادية والاجتماعية، ورفع معدلات النمو، ومعالجة قضايا الفقر والبطالة، وجذب الاستثمارات وتحسين البيئة الاستثمارية لإيجاد فرص عمل خصوصاً للشباب، والتركيز على الجانب التنموي للمحافظات، وتمكين المرأة اقتصادياً وتوسيع شريحة الطبقة الوسطى.
 
وأشار د. الوزني إلى الحقائق الاقتصادية والاجتماعية في العالم العربي كوفرة الموارد البشرية ووجود التركيبة السكانية الشابة المتعلمة والمنتجة، إضافة إلى ضعف مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية وهيمنة انتشار سوق النفط على الأسواق العالمية والبطالة الهيكلية، فضلاً عن ضعف التعامل مع مخرجات النظام التعليمي، واستمرار الاختلالات الاقتصادية في السياسة المالية والتجارية وسوق العمل وكذلك تحدي جذب وتحفيز الاستثمارات في ظل منافسة كبيرة ونوعية من دول الجوار والإقليم.
 
وتطرق الوزني في محاضرته التي قدمها إلى جانب 35 مشاركاً من مختلف دول العالم بالإضافة للأردن، إلى خارطة الطريق التي من الممكن أن تؤدي إلى تحقيق تقدم نوعي في الاقتصاد العربي، والتي ترتكز على التخطيط السليم لاستخدام الموارد العربية الشابة عن طريق خلق وظائف حقيقية لتقليل مستويات الفقر والبطالة والسماح بحرية الحركة البينية للعمالة العربية، إضافة إلى حرية انتقال رؤؤس الأموال العربية بينياً والتي تعود بعوائد جيدة على البلدان المستثمرة، وإنشاء صندوق عربي للاستثمار يتناول الفجوات الاقتصادية الخارجية والداخلية، وبناء القدرات العربية وزيادة الاستثمارات في مجال البحث العلمي، فضلاً عن تشجيع المسؤولية الاجتماعية الإقليمية.
 
وجاءت المحاضرة ضمن أوراق عمل متخصصة تم تقديمها على مدار سبعة أيام ناقشت محاور البيئةالأمنية الإقليمية والعالمية، والديناميكيات (القوى البشرية) والتحديات، وسائل الإعلام والأمن الدولي، نظام التخطيط الاستراتيجي والتقييم الجيو استراتيجي الإقليمي/الشرق الأوسط، التحديات التي تواجه المنطقة في القرن الحاديوالعشرين، إضافة إلىالعديد من أوراق العمل التي تناولت التغير المناخي، الطاقة، الغذاء، المياه، والمضامين الأمنية، والتي تم تقديمها من قبل مختصين يمثلون مؤسسات ودوائر وطنية مختلفة.
 
يشار إلى أن هذه الدورة هي الخامسة التي تعقدها كليةالدفاع الوطني وتأتي في إطار السياسة التي تنتهجها القيادة العامة للقوات المسلحةالأردنية لتعزيز التواصل والتفاعل مع المؤسسات الأكاديمية العالمية إلى جانب المؤسسات الوطنية بهدف تأهيل عناصر قيادية واعدة في دول العالم في مجال الدبلوماسية وسياسة الأمن الدولي.