شركاء في صناعة المستقبل
" الأعلى للسكان" يشارك بالاجتماع الأول للجنة الخبراء الاستشارية للمجلس العربي للسكان والتنمية والذي عقد في جامعة الدول العربية بالقاهرة
" الأعلى للسكان" يشارك بالاجتماع الأول للجنة الخبراء الاستشارية للمجلس العربي للسكان والتنمية والذي عقد في جامعة الدول العربية بالقاهرة
الاثنين, 10 شباط 2020

شارك وفد من المجلس الأعلى للسكان برئاسة الامينة العامة للمجلس ورئيسة المجلس العربي للسكان والتنمية/ تحت مظلة جامعة الدول العربية الدكتورة عبلة عماوي في فعاليات الاجتماع الأول للجنة الخبراء الاستشارية للمجلس العربي للسكان والتنمية، والذي عقد اليوم الاثنين في العاصمة المصرية القاهرة، والذي نظمته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية/ قطاع الشؤون الاجتماعية.

وأكدت عماوي خلال الاجتماع على أهمية توحيد الجهود العربية في مواجهة القضايا والتحديات السكانية والتي تؤثر على مسيرة تحقيق التنمية المستدامة في الوطن العربي، من خلال تنفيذ المبادرات والبرامج المشتركة الداعمة لهذا المجال، وتبادل الخبرات العربية للوصول الى أفضل الأساليب والطرق لتحقيق الأهداف المنشودة، والتي تخدم تنفيذ خطة عمل المجلس العربي للسكان والتنمية والذي تم اطلاقه مؤخراً في الأردن.

ولفتت إلى اهمية وضع اطار مرجعي للدول العربية في مجال السكان والتنمية، يمكن من خلاله بلورة رؤية للمنطقة العربية واستجابتها للتحديات الانمائية والديناميكيات السكانية، وتطوير خطط تنفيذية واستراتيجيات وطنية للسكان، وربط البعد السكاني بكافة محاور وآليات التنمية المستدامة تماشياً مع المستجدات الدولية والإقليمية، مبينة أن ذلك يتطلب استحداث سياسات سكانية جديدة تستجيب لاحتياجات الدول العربية وللتحديات السكانية التي تواجهها في مجالات  النمو سكاني، والتحولات في التركيبة السكانية، واللجوء القسري والهجرة، والصحة الانجابية، وتمكين  المرأة والشباب، وذلك بهدف تحقيق الرفاه للشعوب العربية خاصة في الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.

وناقشت اللجنة الاستشارية التي ترأسها الدكتورة عبلة عماوي بصفتها رئيسة المجلس العربي للسكان والتنمية، وتضم في عضويتها ممثلين عن المجالس واللجان الوطنية العربية للسكان إلى جانب أعضاء الوفد الأردني، خلال الاجتماع مجموعة من المواضيع المتعلقة ببرنامج عمل المجلس العربي للسكان والتنمية في دورته الأولى، والتي تمثل أبرزها بترتيبات عقد الاجتماع الثاني للمكتب التنفيذي للمجلس العربي للسكان والتنمية، والذي يأتي تنفيذاً لاحد القرارات الصادرة عن الدورة العادية الاولى للمجلس العربي للسكان والتنمية بشأن تنفيذ برنامج العمل الإقليمي للمجلس للأعوام (2020-2019) في ظل الاولويات السكانية.

كما جرى خلال الاجتماع مناقشة ضرورة صياغة وبلورة استراتيجية عربية للسكان، تخدم التطلعات المستقبلية في مجال مواجهة القضايا السكانية، وتوائم هذه القضايا مع اجندة التنمية المستدامة، كما تم استعراض أفضل الممارسات وتبادل التجارب الفنية في تطبيق السياسات السكانية في مجال الاستراتيجيات، والمبادرات، والمشاريع، والشراكات، وسبل التعاون بين مختلف الجهات، والأنظمة الإدارية التي قامت الدول بتطبيقها على المستوى الوطني وكان لها عائداً وأثراً ايجابياً على وضع السكان، والاتجاهات السكانية وجودة الخدمات المقدمة، وذلك بهدف تقديم إطار لمقاربة السياسات في مجال السكان، ومشاركة الدول أصحاب التجارب الناجحة في السياسات السكانية المتبعة واقتراح استراتيجيات محددة لتحقيق اهداف سياستها، وتزويد المشاركين بالمعارف واكتساب الخبرة من التجارب الدولية والاقليمية للدول الرائدة والمنهجيات المتبعة في هذا المجال، وتشجيع الدول المشاركة لتطبيق توصيات النماذج الناجحة ضمن سياقها وبالأخص التوصيات المنبثقة من الدول التي تتشابه معها اجتماعياً وديموغرافياً.

كما تم مناقشة المشاركة العربية في الدورة 53 من لجنة السكان والتنمية في الأمم المتحدة والتي ستعقد العام الحالي وموضوعها "السكان والأمن الغذائي والتغذية والتنمية المستدامة"، وفي هذا الصدد قام المجلس الأعلى للسكان الأردني بإعداد الاستبيان الوطني الخاص بهذا الموضوع، حيث قامت جامعة الدول العربية بدورها بتعميمه الى كافة الدول العربية لتعبئته ومن ثم الاستناد الى نتائجه لإعداد ورقة الموقف العربي، إلى جانب مناقشة ترتيبات عقد اجتماع على مستوى الخبراء حول التغيير الديمغرافي الناشئ عن التحركات السكانية والهجرة في الدول العربية، والذي يعد احد مبادرات برنامج العمل الإقليمي للمجلس العربي للسكان والتنمية للأعوام (2020-2019)، حيث تعتبر قضية الهجرة واللجوء والحراك السكاني من أهم التحديات السكانية في الدول العربية، بعد أن شهدت المنطقة العربية نزاعات وحروب نتج عنها العديد من التحركات السكانية والازمات الانسانية وتيارات الهجرة المختلطة واسعة النطاق، ويعتبر العالم العربي المستضيف الاول للمهاجرين قسراً والذين اثروا بشكل مباشر على الديمغرافية السكانية في المنطقة وشكلوا تحدياً كبيراً للتنمية، ومن المتوقع أن يخرج الاجتماع بمجموعة من التوصيات في هذا الشأن تسترشد بها الدول العربية في وضع سياساتها الخاصة بالهجرة.