شركاء في صناعة المستقبل
"الأعلى للسكان": الأعداد الكبيرة من غير الأردنيين تشكل تحديا أمام "الفرصة السكانية"
"الأعلى للسكان": الأعداد الكبيرة من غير الأردنيين تشكل تحديا أمام "الفرصة السكانية"
الأربعاء, 16 آذار 2016
بينت أمين عام المجلس الأعلى للسكان د. سوسن المجالي أن الحالة السورية فرضت واقعا ديموغرافيا على الأردن سيكون له تأثيرا كبيرا على سيناريو التحول الديموغرافي من حيث زيادة في عدد السكان بنسبة تزيد عن 20%، وإحداث خلل في الهرم السكاني بزيادة كبيرة في قاعدة الهرم، بالإضافة إلى الكلفة المالية الكبيرة التي تؤثر على البرامج المعدة وعلى تعديل الأولويات الوطنية ومنها الصحة الإنجابية.
 
واكدت خلال ورقة عمل قدمتها اليوم الأربعاء بعنوان "التجربة الاردنية في قضيتي الهجرة واللجوء وتأثيرهما في تحقيق واستثمار الفرصة السكانية في الأردن"، خلال مشاركتها في المؤتمر الدولي حول "اللاجئون والامن والتنمية المستدامة في الشرق الاوسط الحاجة إلى حوار الشمال -  والجنوب" بتنظيم من مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك أن وجود أعداد كبيرة من غير الأردنيين في المملكة والمقدر عددهم بمليونين و918 ألف و125 نسمة يسبب زيادة كبيرة في معدلات النمو السكاني التي سوف تؤثر على التحول الديموغرافي.

وأضافت أن هذه الأعداد تشكل تحديا أمام استغلال تحقق الفرصة السكانية المتوقعة نتيجة لاختلاف أنماط الإنجاب والوفاة لغير الأردنيين عن الأنماط السائدة بين الأردنيين، ما ينعكس سلباً على جميع الخطط التنموية في المجالات كافة.

وأشارت المجالي إلى أن ارتفاع المواليد بين اللاجئين السوريين يؤدي إلى زيادة في معدلات الخصوبة الإجمالي في الأردن بسبب ارتفاع معدل الخصوبة بين اللاجئين الذين جاءوا من المناطق الريفية.

واستعرضت أمام الحضور تأثيرات اللجوء السوري على مختلف الجوانب في المملكة ومنها الاجتماعية، الاقتصادية، التعليم، الصحة والمياه.

ولفتت إلى أنه من الآثار الاجتماعية للجوء السوري زيادة في نسبة الزواج المبكر كونه شائع بين اللاجئين الأمر الذي سيزيد وفيات دون سن الخامسة ومعدلات وفيات الأمهات.

وعلى صعيد تأثيرات اللجوء على قطاع التعليم اوضحت المجالي أنه ستكون هناك حاجة لـ 300 مدرسة جديدة لتلبية المعيار الوطني في عدد الصفوف (19) صف في كل مدرسة، وخاصة في المحافظات التي تشهد تركيز عالي من اللاجئين، بالإضافة إلى حاجة التربية والتعليم لـ 8600 معلم إضافي لتلبية المعيار الوطني في عدد المعلمين بالنسبة لعدد الطلبة (معلم لكل 17 طالب).

ونوهت إلى وجود نقص كبير (24٪) في توافر أسرة المستشفيات بالنسبة لحجم السكان الأردنيين والسوريين. مؤكدة أن هذا النقص يعزى سببه بنسبة 91٪ إلى الزيادة في عدد السكان نتيجة لتدفق اللاجئين من سوريا.

وحول التأثيرات الاقتصادية للجوء قالت المجالي أن "دراسة أثر تدفق اللاجئين السوريين على سوق العمل الأردني تشير إلى أن التقديرات الاولية للعمالة السورية في استحواذها لفرص العمل وصلت الى ما يزيد عن 143 الف فرصة عمل في مختلف القطاعات الاقتصادية وخاصة القطاعات الاقتصادية غير المنظمة".