أكدت أمين عام المجلس الاعلى للسكان أ. د رائده القطب أن الشباب الاردني الذين يمثلون الفئة العريضة من السكان يعتبرون المخزون الإستراتيجي والطاقة الكامنة التي يمكن رفد الاقتصاد بها عبر خطط التنمية والاستثمار، مشيرة الى ايلاء المجلس كجهة مسؤولة عن اقتراح السياسات السكانية اهتماما كبيراً لهذه الفئة في عملية التخطيط التنموي للاستفادة من قدراتهم في دفع عجلة التنمية الشاملة.
وبينت القطب اليوم خلال اللقاء التوعوي الثالث والختامي لشباب إقليم الوسط والذي يـأتي ضمن سلسلة من اللقاءات التوعوية الشبابية في الأقاليم الثلاثة والتي تنفذ بالتعاون مع هيئة شباب وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، ان الشباب في الفئة العمرية (15-39) سنة يشكلون النسبة الأكبر من إجمالي قوة العمل المساهمة في النشاط الاقتصادي؛ وانه ووفقاً لبيانات رسمية لعام (2007) فإن نصف المتعطلين عن العمل يتركزون في الفئة العُمرية (15-24) سنة.
وأضافت أن حوالي نصف قوة العمل الإجمالية ونصف الإناث المتعطلات عن العمل يتركزن في الفئة العُمرية (25-39) سنة، موضحة ان هذه اللقاءات التوعوية للشباب للفئة العُمرية (18-25) تأتي نظراً لأهمية الشباب في تحقيق واستثمار الفرصة السكانية من خلال التركيز على (التشغيل الذاتي والريادة؛ والتدريب المهني والتقني)، ومن أجل توعيتهم بما يساهم في تخفيض معدلات البطالة.
من جانبه ثمن مدير عام هيئة شباب كلنا الاردن صائب الحسن شراكة الهيئة مع المجلس الأعلى للسكان من خلال عقد سلسلة من اللقاءات التوعوية للشباب في مختلف محافظات المملكة، والتي هدفت الى زيادة وعيهم حول العمل المهني والتقني والريادة والتشغيل الذاتي، اضافة الى اطلاع الشباب على دورهم الكبير ضمن الفرصة السكانية بصفتهم أحد اهم محاورها.
وتضمن اللقاء عرضاً لقصص نجاح شبابية تمتلك مشاريع ابداعية احداها حول استخدام تكنولوجيا النانو في جعل المواد كالأقمشة والأسطح موادا عازلة لجميع السوائل والأوساخ دون ان يكون هناك اي تغير في الخصائص الفيزيائية لتلك المواد، والأخرى حول توليد الطاقة المتجددة باستخدام طاقة الرياح من خلال مولد كهربائي ذو كفاءة عالية قادر على توليد الطاقة الكهربائية من خلال سرعات رياح بطيئة جدا.
وركز اللقاء على الأهمية الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية للشباب بصفتهم الشريحة الأوسع من سكان المملكة، وعلى دورهم في تحقيق واستثمار الفرصة السكانية.
كما ركز على زيادة وعي الشباب في الفئة العمرية (18-25) سنة حول أهمية التوجه نحو العمل المهني والتقني والريادة والتشغيل الذاتي واستثمار طاقاتهم.
ويقع الأردن حالياً في نطاق الفرصة السكانية التي ستصل ذروتها في العام 2030، والمتمثلة في التغير في التركيبة العمرية للسكان، عندما ترتفع نسبة السكان في سن العمل من الشباب والبالغين على حساب نسبة الأطفال وكبار السن، والتي ستصل إلى حوالي 69% من السكان، حيث ان الاستعداد المناسب للفرصة السكانيّة واستثمارها بالشكل الصحيح سيقود الأردن إلى مرحلة انتعاش وتطور من خلال رفع حجم قوة العمل، فيما يؤدي عدم الاستفادة منها الى زيادة معدلات الفقر والبطالة وظهور مشاكل اجتماعية.