يشارك الأردن غدا الجمعة 11 تموز دول العالم باليوم العالمي للسكان، والذي يحمل في كل سنة شعاراً محدداً.
ويأتي شعار اليوم العالمي للسكان لهذه السنة "الاستثمار في الشباب"، ليتماشى مع شراكة المجلس الأعلى للسكان وصندوق الأمم المتحدة للسكان بهدف تحقيق رفاه الشباب، والمساعدة على إدراج هدف جديد يتعلق بالشباب في خطة التنمية لما بعد عام 2015.
ويمثل الاستثمار في الشباب للأردن أفضل استثمار ممكن لتحسين حياة الأجيال المقبلة، وفي هذا الإطار، يؤكد المجلس الأعلى للسكان وصندوق الأمم المتحدة للسكان في الأردن (UNFPA) على ضرورة التركيز على الشباب لأهميتهم الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية من خلال اقتراح سياسات ودعم القرارات المتعلقة بالشباب وكسب التأييد لها كونهم يشكلون العمود الفقري للدولة والشريحة الأكبر من السكان.
وفي هذا اليوم، يعيد المجلس والصندوق، ومن خلال برامجهما الوطنية المشتركة، تأكيد التزامهما بالعمل مع جميع المعنيين على محاور متعددة خاصة بالشباب في اطار تحقيق واستثمار سياسات الفرصة السكانية وهي محاور الصحة الإنجابية/ تنظيم الأسرة، التعليم والتعليم العالي، التدريب والتعليم المهني والتقني، الريادة والتشغيل الذاتي، وتوفير فرص العمل، من أجل المضي قدما لتحسين فرص الحصول على التعليم، والخدمات الصحية وخاصة الإنجابية، وتعزيز أنماط الحياة الصحية السليمة لدى الشباب والشابات، وضمان وصولها لكافة الفئات العمرية في مختلف محافظات المملكة. كما ويعملان معاً على دعم الحكومة الأردنية لتحقيق كافة أهداف الألفية الثمانية بحلول عام 2015 وبشكل خاص الأهداف الخاصة بالصحة، والتي تعنى بتخفيض معدلات وفيات الأطفال، تحسين الصحة النفاسية للمرأة ومكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة.
وبهذه المناسبة، بينت أمين عام المجلس الدكتورة سوسن المجالي أهمية دور الشباب في ايصال قضايا السكان والتنمية الى مجتمعاتهم وعلى المستوى الوطني، مشيرة الى تشكل المجلس لجنة شبابية تمثل الشباب الأردني من الأقاليم الثلاثة للمملكة، تتمثل مهمتها بتقديم أفكار جديدة مبتكرة وتغذية راجعة حول القضايا السكانية وبرامج المجلس المتعلقة بالشباب من منظور شبابي محدث، ومساعدته على رفع وعي الشباب حولها، باستخدام وسائل الاتصال المناسبة بما فيها الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، باعتبارهم حلقة الوصل بين المجلس والمجتمعات المحلية والجهات والهيئات الشبابية في الأردن.
وقالت الممثلة المساعدة لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الأردن سعاد نبهان، "وإذ نحتفل اليوم باليوم العالمي للسكان، علينا أن نتذكر أنه بمقدور الشباب والشابات، إذا ما توافرت لهم الفرص والمهارات المناسبة، أن يستثمروا في أنفسهم وأسرهم ومجتمعاتهم، وأن يرتقوا بالأردن لتحقيق حالة من الرفاه الاجتماعي والاقتصادي".
نذكر أن المجلس قد بدأ بالإعداد للتقرير الثاني لحالة سكان الأردن لعام 2013، بالتركيز على "التشغيل والتدريب والتعليم المهني والتقني"، الهادف الى وضع السياسات الملائمة للاستفادة من الزيادة المتوقعة في حجم قوة العمل، واقتراح البرامج الخاصة بدعم تشغيل الأردنيين لتأهيلهم للعمل داخل المملكة وخارجها.
ونظرا لأهمية التوظيف الإيجابي لطاقات الشباب مستقبلاً يسعى الأردن ممثلا بالمجلس الأعلى للسكان وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان والجهات المعنية الأخرى إلى الوصول للفرصة السكانية والانتفاع منها، وتتمثل الفرصة في الفترة التي يكون خلالها معدل نمو السكان في سن العمل (15-64) سنة قد تجاوز معدل نمو الفئات المعالة أقل من 15 سنة و65 سنة فأكثر.
وتشير "وثيقة سياسات الفرصة السكانية" المحدثة التي يعدها المجلس حاليا إلى أن أعداد الشباب في الأعمار (18-21) سنة سترتفع بين عامي 2012 و2030 بما نسبته 28.2% ، كما سترتفع الأعداد في الأعمار (22-24) سنة بنسبة 46.3%، وسترتفع أعداد من هم في الأعمار (25-29) سنة بما نسبته 42%.
وتشير التقديرات العالمية إلى أنه خلال الفترة من 2015 إلى 2030، سيتعين على الاقتصاد العالمي أن يوجد 670 مليون وظيفة لاحتواء الانتشار الراهن للبطالة ولمواجهة النمو في عدد السكان ممن هم في سن العمل، ويسجل الأردن -وبحسب دائرة الإحصاءات العامة- استحداث حوالي 54 ألف وظيفة سنوياً، الأمر الذي يعتبر رقماً متواضعا في ظل توقع ارتفاع عدد السكان في سن العمل خلال فترة الفرصة السكانية.
يشار الى أن فكرة اليوم العالمي للسكان ظهرت ضمن احتفال العالم بيوم بلوغ عدد سكان العالم الخمسة مليارات والذي اُعلن في 11 تموز 1987؛ حيث تقرر بعد ذلك أن يحتفل العالم باليوم العالمي للسكان في 11 تموز من كل عام لتركيز الاهتمام على القضايا السكانية لاسيما في سياق خطط التنمية الشاملة وبرامجها.