شركاء في صناعة المستقبل
" الأعلى للسكان" يشخص الوضع المتعلق بتدني مستوى توجه الشباب للتشغيل الذاتي وريادة الاعمال
" الأعلى للسكان" يشخص الوضع المتعلق بتدني مستوى توجه الشباب للتشغيل الذاتي وريادة الاعمال
الأربعاء, 31 تشرين الأول 2018

تحت رعاية معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور عادل الطويسي أطلق المجلس الأعلى للسكان نتائج دراسة وملخص سياسات "اتجاهات الشباب المقبلين على سوق العمل نحو ريادة الأعمال والبيئة المؤسسية الداعمة في الأردن" بتاريخ 10/10/2018 وذلك بتمويل من اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي اسيا (الاسكوا)، وبمشاركة (90) مشاركاً، ممثلين عن ما يزيد على 60 مؤسسة حكومية ومؤسسات مجتمع مدني ومؤسسات دولية.

وهدف اللقاء الى التعاون مع الشركاء في كسب التأييد لبيئة سياسات وبرامج مواتية لان تكون ريادة الاعمال خيار الشباب في التشغيل الذاتي، ولمساعدة صانعي السياسات في صياغة وتنفيذ التدخلات والتحولات الاستراتيجية التي يمكن أن تعزز روح المبادرة في الأردن، حيث يُقلق المجلس الاعلى للسكان ارتفاع معدلات البطالة وخصوصا بين الشباب الخريجين من الجامعات وكليات المجتمع في ظل تنامي اعداد الشباب كأحد مخرجات عملية التحول الديموغرافي التي يمر بها المجتمع الأردني.

واستشعارا من المجلس بخطورة التداعيات الاجتماعية لهذه المشكلة وتداعياتها في إجهاض الجهود الوطنية الرامية الى استفادة الاردن من فرصته السكانية، والحاجة الى إيجاد حلول سريعة وناجعة لمشكلة البطالة الشباب؛ اعد المجلس هذه الدراسة وملخص السياسات بمشاركة العديد من المؤسسات الوطنية لتشخيص اتجاهات الشباب نحو ريادة الاعمال كخيار ذاتي في التشغيل، وابراز التحديات التي تواجههم في هذا المجال، مستفيدين من تجربة الرياديين الأردنيين والمؤسسات الراعية للريادة في الاردن، والتجارب العالمية في وضع مقترحات السياسات الملائمة لمعالجة التحديات والعقبات التي تعترض أن تكون ريادة الاعمال خيار الشباب المقبلين على سوق العمل.

وخلصت الدراسة إلى تشخيص الوضع المؤدي الى تدني مستوى توجه الشباب الى خيار التشغيل الذاتي وريادة الاعمال، اذ بلغت نسبة الشباب الراغبين بالتوجه الى ريادة الاعمال كخيار في التشغيل ما نسبته 11.5% من الطلبة المتوقع تخرجهم من الجامعات وكليات المجتمع عام 2016، حيث بلغت بين طلبة الجامعات 13%، وكليات المجتمع 10.1%، وبين طلبة معاهد التدريب المهني 8.6%، وحسب مكان الاقامة بلغت في اقليم الوسط 15.1%، في حين بلغت 8.8% في اقليم الشمال، و5.7% في اقليم الجنوب.

وحول مستوى تمتع الشباب المقبلين على سوق العمل للخصائص الريادية، تشير النتائج الى المستوى المتواضع للطلبة الخريجين والمقبلين على سوق العمل نحو خاصية "المخاطرة" والتي تعتبر ركناً رئيساً من أركان شخصية رائد الاعمال الناجح، والى المستوى المتوسط للطلبة في اقليم الجنوب على الخصائص الست لرائد الاعمال، وان مفهوم الريادة لدى أوساط الشباب المتوقع تخرجهم والمقبلين على سوق العمل ما زال متواضعاً، وان 52.5% من الشباب اشاروا الى انه لم تتضمن خططهم الدراسية اي مادة تتعلق بريادة الأعمال، وان 58% من الشباب اعتبروا أن عدم وجود رأس مال يشكل عائقاً رئيساً أمام إنشاء عمل ريادي بعد التخرج، وان 51% من الشباب توقعوا عدم وجود دعم مالي في حالة التعرض لمخاطر الخسارة.

وقد اشارت مجموعات التركيز الى معاناة قطاع الريادة من صعوبة الاجراءات المطلوبة لتنفيذ عمل ريادي، وضعف حجم التمويل الاولي، وكبر حجم الربح الذي تحققه المؤسسات المالية التي تدعم المشاريع بالقروض، وعدم وجود جهة راعية للمشاريع الريادية، وضعف الحوافز لتشجيع الشباب على التوجه نحو ريادة الاعمال، وضعف التشريعات التي تُعنى بريادة الاعمال، بالإضافة الى تعدد المرجعيات والخلط الشديد ما بين المشاريع الميكروية والصغيرة والمتوسطة والمشاريع الريادية، مما أربكت الاخيرة بيئة الريادة والرياديين وحالت دون التركيز على الارتقاء بريادة الاعمال في الأردن، كأحد الأذرع المحركة للاقتصاد.

وقد خرج ملخص السياسات بأربعة بدائل لسياسات لمعالجة هذه العقبات، تم ترتيبها من حيث الاولوية على النحو التالي:

  1. تعزيز ثقافة ريادة الاعمال لدى الطلبة منذ المراحل الاولى، ومشروع ريادي قابل للحياة كمتطلب للتخرج لطلبة الجامعات والكليات المتوسطة ومعاهد التدريب المهني.
  2.  إنشاء مجلس أعلى لرعاية ريادة الأعمال.
  3. تسهيل الحصول على التمويل وإيجاد مظلة مالية لرعاية الرياديين.
  4. تعديل القوانين والتشريعات بما يخدم بيئة ريادة الاعمال.