شركاء في صناعة المستقبل
اطلاق نتائج الدراسة الوطنية لوفيات الأطفال حديثي الولادة وما حول الولادة في الاردن
اطلاق نتائج الدراسة الوطنية لوفيات الأطفال حديثي الولادة وما حول الولادة في الاردن
الثلاثاء, 15 كانون الثاني 2013

 

اظهرت نتائج الدراسة الوطنية لوفيات الأطفال حديثي الولادة وما حول الولادة ان معدل ولادة الجنين ميتاً من عمر20 اسبوعا خلال الحمل حتى28 يوما بعد الولادة بلغ6ر11 لكل الف ولادة من مجموع الولادات.

وكشفت نتائج الدراسة لعام2012 والتي اطلقت نتائجها اليوم الثلاثاء، ان معدل وفيات حديثي الولادة لذات الفئة السابقة بلغ9ر14 لكل الف ولادة من مجموع الولادات الحية، في حين وصل معدل وفيات الأطفال في فترة ما حول الولادة الى7ر23 لكل الف ولادة من مجموع عدد الولادات الحية.

واوضحت الدراسة التي تولى المجلس الاعلى للسكان عملية ادارة تنفيذها من خلال مشروع ادارة الابحاث السكانية بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) والمؤسسات الصحية المعنية في القطاع العام والخاص ان معظم اسباب وفيات الاطفال حديثي الولادة يعود الى تشوهات خلقية بنسبة2ر27 بالمئة او الولادات المتعددة بنسبة26 بالمئة او عدم النضوج غير المبرر7ر21 بالمئة.

ومن الاسباب الاخرى لوفيات الاطفال حديثي الولادة حسب الدراسة، مرض الأم بنسبة7ر6 بالمئة وأوضاع معينة للوليد بنسبة4ر6 بالمئة والاختناق غير المبرر بنسبة9ر4 بالمئة.
وبينت الدراسة ان أكثر التشوهات الخلقية شيوعاً، كانت للأمراض القلبية الخلقية والتشوهات الخلقية المتعددة، التي شكلت نسبتها8ر25 بالمئة و1ر19 بالمئة على التوالي وهي المسببات الخلقية للوفاة.

وكانت الولادات المتعددة وحالات عدم النضوج غير المبرر من أكثر الأسباب أهمية في وفيات حديثي الولادة الذين يقل وزنهم عند الولادة500ر1 غرام، في حين كانت التشوهات الخلقية والأوضاع المعينة للوليد والاختناق غير المبرر أكثر الأسباب أهمية في وفاة حديثي الولادة الذين يقل وزنهم عند الولادة عن500ر2 غرام.

وفيما يتعلق بتوقيت ومكان وفيات حديثي الولادة اظهرت الدراسة وقوع حوالي79 بالمئة من وفيات حديثي الولادة خلال الأسبوع الأول بعد الولادة، اذ حدثت42 بالمئة من هذه الوفيات خلال اليوم الأول بعد الولادة، وقد وقعت الغالبية العظمى من وفيات حديثي الولادة في نفس المستشفى الذي تمت فيه ولادة المولود.

واشارت الدراسة الى ان4ر83 بالمئة من وفيات حديثي الولادة حدثت الوفاة قبل خروج الأم من المستشفى، في حين حدثت الوفاة في 8ر9 بالمئة من الحالات بعد إعادة إدخال الأم إلى المستشفى.

كما أن9ر4 بالمئة من جميع وفيات حديثي الولادة وقعت بين الأطفال المحولين للمستشفى، في حين كانت النسبة المئوية لحديثي الولادة الذين ماتوا في المنزل بعد خروجهم من المستشفى8ر1 بالمئة فقط من المجموع.

تسجيل الولادات والوفيات في الأردن
وبحسب الملخص التنفيذي للدراسة، أتاحت الدراسة فرصة فريدة من نوعها لتقييم مدى اكتمال عملية تسجيل ولادات الأجنة أمواتا ووفيات حديثي الولادة لدى دائرة الأحوال المدنية اذ كشفت ان ولادات الأجنة الموتى لا تسجل لدى دائرة الاحوال المدنية، أما بالنسبة لوفيات حديثي الولادة، فقد تبين أن المعدل الإجمالي للنقص في التسجيل كان 4ر85 بالمئة.

واشار الملخص الى ان فريق العمل الخاص بالدراسة تأكد من ولادات الأجنة الموتى ووفيات حديثي الولادة، التي تمت مشاهدتها في هذه الدراسة، بعد مرور فترة تراوحت بين شهرين وثمانية أشهر من وفاة المواليد وقارنها مع قواعد البيانات في دائرة الأحوال المدنية.

وبينت نتائج الدراسة أن نظام الإحالة الحالي والتنظيم الحالي لتقديم الرعاية الصحية للأمهات وحديثي الولادة قاصران ويفتقران إلى الفعالية ويحتاج النظام إلى مزيد من التنظيم والتنسيق الأفضل، فيما بين المستويات المختلفة للرعاية، كما ينبغي التوصل إلى تعريفات واضحة لاختصاصات الخدمات وحجمها، والكوادر والأجهزة والمعدات، وتدفق المرضى، وقد اوصت في هذا المجال بتشكيل فريق عمل متعدد الاختصاصات يضم مجموعة من الخبراء المحليين والدوليين للمساعدة في تطوير إستراتيجية لإقامة شبكة إقليمية لرعاية المواليد حديثي الولادة وما حول الولادة، مقسمة إلى مناطق إدارية، تتميز بأنها متماسكة ومقسمة إلى مناطق إدارية ومنظمة وفق خطة محددة.

واكدت الدراسة الحاجة الى المزيد من الاستثمار في الموارد من أجل تحسين عمليات تسجيل الوقائع الحيوية ونظام المعلومات الروتينية في الأردن بما أن نسبة عالية من الوفيات تحدث في مرافق النظام الصحي أو تتصل به.

واشارت الدراسة الى انه يمكن أن يعزى عدم الإبلاغ أساسا إلى اختلالات في نظام الإبلاغ نفسه وإلى حقيقة أن العائلات، وليس النظام الصحي، هي المسؤولة عن تسجيل الولادات والوفيات.

واوصت الدراسة بتحسين عملية تسجيل الولادات والوفيات بسن التشريعات التي تطلب من المستشفيات والمؤسسات التي تحدث فيها الولادات أن ترفع تقاريرها مباشرة إلى الإدارة المدنية في الوقت المناسب اذ ان من شأن إدخال نظام إلكتروني لتحويل المعلومات أوتوماتيكياً إلى الإدارة المدنية أن يحقق إنجازاً مثالياً في عملية التسجيل.

كما اوصت بفرض متطلبات الإبلاغ عن وفاة الجنين أو ولادته ميتاً وتنفيذ برامج على المستويين المحلي والوطني لتوعية الجمهور بأهمية تسجيل الولادات وامتلاك نظام دقيق للسجلات الحيوية بشكل عام وتنظيم برامج تدريبية لكل من مقدمي الرعاية الصحية العاملين في مجال إصدار شهادات الولادات والوفيات وزملائهم المسؤولين عن تعيين رموز النسخة10 من التصنيف الإحصائي الدولي للأمراض ومأسسة برامج التدريب الأساسي بخصوص مفاهيم ممارسات إصدار شهادات الوفيات في كليات الطب ومناهج التدريب في مرحلة الدراسات العليا.

واعتبر امين عام وزارة الصحة الدكتور ضيف الله اللوزي خلال حفل اطلاق الدراسة توفر قاعدة معلومات دقيقة وشاملة عن الوفيات واسبابها، من أهم البيانات التي يمكن الاعتماد عليها لتقييم الوضع الصحي ولتحديد المشاكل الصحية السائدة والتي يمكن على ضوئها صياغة السياسات ووضع الاستراتيجيات وتحديد الأولويات في تبني البرامج الصحية لمعالجة هذه المشاكل.

وقال "ان الوزارة دعمت هذه الدراسة الوطنية لأهميتها البالغة في توفير بيانات موثوقة لتحديد حجم هذه الوفيات واسبابها لوضع البرامج الصحية المبنية على القرائن والمعلومات التي تهدف إلى خفض معدل وفيات حديثي الولادة في الأردن اذ تشكل وفيات حديثي الولادة وما حول الولادة ما نسبته65 بالمئة من وفيات الرضع، مما يعني أن الفرصة متاحة لتحقيق الهدف عند دراسة الوضع ومعرفة الأسباب لوضع الحلول".

وعملت وزارة الصحة ضمن استراتيجيتها على تحقيق الأهداف الإنمائية الألفية وعلى تحسين جودة الخدمات الصحية للوصول إلى مجتمع صحي معافى حسب الدكتور اللوزي الذي اشار الى تحقيق الاردن عدد من الانجازات في المجال الصحي منها انخفض معدل وفيات الأطفال الرضع من216 لكل الف مولود حي في عام1950 ليصبح23 لكل 1000 مولود في عام2009 كما انخفضت وفيات الأمهات من80 وفاة لكل مئة الف مولود حي لتصبح1ر19 لكل مئة الف مولود حي عام2008.

وتهدف الدراسة حسب امين عام المجلس الاعلى للسكان الدكتورة رائدة القطب لتحديد معدل وفيات الاطفال حديثي الولادة وما حول الولادة في الاردن والعوامل التي ترتبط بزيادة خطورة الوفيات عند هذه الفئة، وأسباب تلك الوفيات، والتعرف على مواطن الخلل في النظام الصحي التي تسهم في إحداث الوفيات واليات تحسينها للحد من هذه الوفيات، فضلاً عن تقييم الخدمات الصحية الخاصة بالولادة وصحة الام والمواليد وتقييم نظام رصد وتسجيل الوفيات لهذه الفئة.

واوضحت ان منهجية الدراسة انطوت على اخضاع ما مجموعه928ر21 امرأة ممن وضعن أطفالاً (أحياء أو ميتين) بعد20 أسبوعاً أو أكثر من الحمل في أي من18 مستشفيات حددته الدراسة خلال الفترة الممتدة من1 آذار من2011 إلى30 نيسان2012.

واشارت الى ان المنهجية شملت تقييماً للخدمات الصحية المقدمة للأمهات والأطفال حديثي الولادة، ومناقشات جماعية مركزة، اضافة الى تقييم نظام تسجيل وفيات الأطفال حديثي الولادة والإبلاغ عنها، والتحليلات الثانوية لمسح السكان والصحة الأسرية لعام2009.

من جهتها، شددت ممثلة منظمة اليونسيف في الاردن دومينيك هايدي على اهمية الاعداد للمرحلة الثانية بعد اعلان نتائج الدراسة بوضع خطط وبرامج لتحقيق الهدف الرابع من الاهداف الانمائية للالفية بخفض وفيات الاطفال دون الخامسة من العمر حتى عام2015 والوصول الى المعدلات المنشودة وتامين جميع الوسائل الممكنة لتحقيق تلك الاهداف بتخصيص ميزانيات وغيرها من الطرق.