شركاء في صناعة المستقبل
إطلاق مشروع تطوير خطة عمل وطنية من أجل دمج مفاهيم الصحة الجنسية والإنجابية ضمن مناهج التعليم في الأردن
إطلاق مشروع تطوير خطة عمل وطنية من أجل دمج مفاهيم الصحة الجنسية والإنجابية ضمن مناهج التعليم في الأردن
الثلاثاء, 27 تشرين الثاني 2018

عقدت كلية التمريض في الجامعة الأردنية بالتعاون مع المجلس الأعلى للسكان ومؤسسة Rutgers الهولندية، ورشة عمل وإطلاق مشروع بحثي بدعم منظمة Share Net International الهولندية  بعنوان " تطوير خطة عمل وطنية من أجل دمج مفاهيم الصحة الجنسية والإنجابية ضمن مناهج التعليم في الأردن” برعاية نائب رئيس الجامعة لشؤون الكليات العلمية الدكتور زيد بقاعين.

وتمثلت الورشة بحلقة نقاشية جامعة للمختصين والأكاديميين للخروج بخطة عمل شاملة ومنطقية وممنهجة، من شأنها تسهيل وتنظيم ودمج موضوعات الصحة الجنسية والإنجابية في المناهج التعليمية في الأردن بمستوياتها المتعددة، بصورة مهنية ومبنية على الأدلة العلمية والبحثية.

ويأتي المشروع ضمن سلسلة الجهود التي تبذلها كلية التمريض للاضطلاع بمسؤوليتها المجتمعية، والمتمثلة في نشر الوعي الصحي والثقافة الصحية السليمة في أوساط المجتمع الأردني، لا سيما فيما يتعلق بالصحة الجنسية والإنجابية، ما من شأنه تسليح شباب وشابات الوطن –آباء وأمهات المستقبل- بالمعلومات السليمة التي تمكنهم من اتباع العادات الصحية المبنية على المصادر العلمية الرصينة، ما يسهم في زيادة وعيهم لبناء أسرة سليمة ومعافاة.

وفي افتتاح أعمال الورشة، قال بقاعين :" لقد توالت الدراسات والأبحاث التي تتناول موضوع الصحة الجنسية والإنجابية وأهميتها القصوى في تعزيز الصحة والحد من انتشار الأمراض في الأسر والمجتمعات، مؤكداً أنه ولعقود طويلة ظلت الجهود البحثية في بلداننا شحيحة ومقيدة لما يكتنف هذا الموضوع من حساسية اجتماعية وثقافية.

وأضاف بقاعين أنه قد حان الوقت لطرح الأسئلة الصعبة والسعي بمهنية والتزام لطرح الموضوعات البحثية المهمة مع مراعاة خصوصية مجتمعنا الأردني الثقافية والدينية والاجتماعية، مشيدا بجهود القائمين على الورشة والمشروع ممثلا بمديرته رئيسة قسم صحة الأم والطفل الدكتورة أريج عثمان وفريقها الذي من شأنه رفع الوعي الصحي  لدى مجتمعنا الأردني.

في حين أشارت عميدة كلية التمريض الدكتورة منار النابلسي في كلمتها الترحيبية، إلى جهود الكلية في مد جسور التعاون والشراكات مع الهيئات والمنظمات الوطنية والدولية المعنية بنشر الثقافة الصحية.

وتطرقت النابلسي إلى إنجازات الكلية في ذات السياق، أبرزها الاتفاقية التي أبرمتها الكلية مع الجمعية الملكية للتوعية الصحية، وما أثمر عنها من منجزات على أرض الواقع كإنشاء عيادة صديقة للشباب في الحرم الجامعي، وطرح مادة "الثقافة الصحية" لطلبة الجامعة من مختلف التخصصات، إضافة إلى العديد من المبادرات والأيام العلمية والأنشطة التثقيفية المتنوعة.

أمين عام المجلس الأعلى للسكان الدكتورة عبلة عماوي، أشارت في مداخلتها إلى أن اهتمام المجلس بفئة الشباب يأتي انطلاقاً من دورهم المحوري في استثمار وتحقيق الفرصة السكانية المتوقع بلوغ ذروتها عام 2040، ما يتطلب تظافر كل الجهود الوطنية لتمكينهم وتعزيز قدراتهم وتوعيتهم بمختلف المجالات وتوفير كل السبل المتاحة ليقوموا بدورهم الفاعل في تقدم المجتمع وازدهاره بما ينسجم مع رؤية الأردن 2025 كحق من حقوق الإنسان في التعليم والرعاية الصحية والإنجابية.

وبينت عماوي أهمية نشر الوعي الصحي لدى الشباب حول الصحة الجنسية والإنجابية كون هذه الفئة هي الأكثر احتياجاً لمثل هذا النوع من المعلومات والخدمات، الأمر الذي يبرز أهمية دمج مفاهيم التوعية بصحة الشباب ومنها الصحة الجنسية الإنجابية في المناهج التعليمية، من خلال تطوير منظومة خدمات صحة جنسية وإنجابية صديقة للشباب تتواءم مع السياق الثقافي المحلي ومع سياق الشرائع والديانات السماوية وتلبي احتياجات الشباب الصحية والاجتماعية والنفسي.

ولفتت عماوي إلى أن المجلس وانطلاقاً من اهتمامه بالرعاية الصحية لهذه الفئة، قام بإعداد وثيقة المعايير الوطنية لخدمات الصحة الإنجابية والجنسية الصديقة للشباب بهدف رسم خارطة طريق لمساعدة واضعي السياسات ومتخذي القرار في تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية الجنسية والانجابية للشباب، وتقديم حزمة متكاملة من هذه الخدمات لهم، وحمايتهم من السلوكيات الخطرة في هذا المجال.

وقدمت ممثلة مؤسسة Rutgers الهولندية آناماري شابفيلد، تعريفاً بمؤسستها ومجالات عملها التي تركز على تطوير مناهج تعليمية في مختلف البلدان وتعرض لمفاهيم الصحة الجنسية والإنجابية للفئات العمرية المختلفة، كل حسب احتياجاته، مسلطة الضوء على قصص نجاح في عدد من البلدان المختلفة  التي حققتها مؤسسة Rutgers من خلال شراكاتها مع المؤسسات الحكومية والأهلية والأكاديمية فيها.

وتخللت الورشة التي شارك بها جمع من الأكاديميين والخبراء من مختلف الجامعات، وممثلين عن وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، والأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، والصحة، بالإضافة لممثلين عن عدد من الهيئات والمنظمات ومؤسسات مجتمع محلي تعمل في ذات المجال ، جلسات نقاشية ثلاث، أدارها كل من مديرة المشروع الدكتورة أريج عثمان وأعضاء الفريق :الدكتور حمزه الدريدي ومنال الغزاوي، تناول فيها المشاركون المقترحات ووجهات النظر حول الأولويات، والبرامج والأنشطة، والعوامل المساعدة والعوائق المحتملة للخطة الوطنية.

وخلصت الورشة إلى نتائج ستشكل الركيزة الأولى لخطة العمل الوطنية لتحقيق الغاية من هذا المشروع، حيث سيجتمع الخبراء على مدى الأيام الثلاثة القادمة في المجلس الأعلى للسكان لاستكمال صياغة خطة العمل الوطنية وإثرائها بما يلزم من التفاصيل.