اطلق المجلس الأعلى للسكان بالتعاون مع معهد الإعلام الاردني اليوم الاحد، الاستراتيجية الوطنية للإعلام السكاني 2018-2022 تحت رعاية وزير الدولة لشؤون الإعلام الدكتور محمد المومني، وذلك خلال الحفل الذي نظمه المجلس بمشاركة عدد من الجهات الوطنية والإعلامية.
وتهدف الاستراتيجية التي تم اعدادها بالتعاون مع مشروع تواصل لسعادة الاسرة الممول من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية ومعهد الإعلام الأردني، الى بناء أجندة إعلامية داعمة للجهود الوطنية الهادفة لاستثمار وتحقيق الفرصة السكانية من خلال بناء قدرات إعلامية مهنية متخصصة في مجال التنمية والسكان، وتوفير معلومات سكانية بجودة عالية وتمكين الإعلاميين من الوصول إليها، وتطوير دور الإعلام في تهيئة بيئة سياسية ومؤسساتية وتشريعية داعمة للفرصة السكانية، بالإضافة لتفعيل دور الإعلام ووظائفه في زيادة الوعي لدى الفرد والمجتمع لتبني توجهات داعمة للقضايا السكانية.
وأشار المومني، في كلمته إلى أنّ وضع استراتيجيّة خاصّة بالإعلام السكّاني يعكس مقدارَ الوعي والإدراك لأهميّة الإعلام، ودورَه في معالجةِ جميع القضايا التي تبرز في المجتمع، والوقوف عند مختلف التحدّيات التي يواجهها.
وأكّد ضرورة استثمار الفرصة السكانية لإعطاء زخمٍ للتنمية الوطنية؛ خصوصاً وأنّ الأردن كان دوماً قادراً على تحويل التحديات إلى فرصٍ، مرتكزاً بذلك على مواردِه البشرية التي كانت وما زالت أحد أهم عناصر قوته الاقتصاديّة والتعليميّة.
من جانبها اكدت امين عام المجلس الأعلى للسكان المهندسة ميسون الزعبي، ان هذه الاستراتيجية جاءت لتواكب المستجدات والمتغيرات الإعلامية والقضايا السكانية والحالة الاجتماعية وبالتحديد بما يتعلق بالفرصة السكانية وما يتصل بها من سياسات ينبغي التركيز عليها إعلاميا لتحقيق الهدف المنشود باستثمار وتحقيق الفرصة.
وبينت الزعبي، ان الاستراتيجية تهدف لرسم خارطة طريق تفصيلية لدور الإعلام في القضايا السكانية للسنوات الخمس المقبلة، وفقا لرؤية واضحة ومرنة تحاكي الإعلاميين لاستخدام فنون وقوالب صحفية وإعلامية تحوي رسائل مناسبة موجهة للفئات العمرية والمستويات التعليمية والحرفية وأصحاب القرار، وتمتاز بديمومة مؤطرة بجدول زمني لتحقيق الأهداف، مشيرة الى ان أولى مهام المجلس في تنفيذها تمثل في تمكين الإعلاميين من مختلف الوسائل الإعلامية بالقضايا السكانية، بالإضافة لتوفير المعلومات السكانية لهم.
وأكدت أهمية توحيد الجهود الوطنية والإعلامية والعمل بأسلوب تشاركي لتحقيق الغايات المنشودة من الاستراتيجية.
وعرص عميد معهد الإعلام الدكتور باسم الطويسي لابرز ملامح الاستراتيجية، مؤكدا انها الاولى على المستوى الوطني في مجال الإعلام السكاني.
واشار الى ان استراتيجيات ووثائق وضعت في مجال الاتصال السكاني بشكل عام، جاء الاهتمام بالإعلام فيها باعتباره أحد أدوات الاتصال.
واوضح الطويسي ان الاستراتيجية تُرشد الإعلام الأردني العام والخاص في مجالات توفير المعلومات، ورفع مستوى المعرفة والوعي في مجال السكان، والتأثير على اتجاهات واعتقادات وسلوكيات الجمهـور الأردني بكل مكوناته ومستوياته العمرية، والتأثير على أولويات صناع السياسات العامة بما يخدم أهداف السياسة السكانية للدولة الأردنية، وبما يتوافق مع متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، وتحسين نوعية حياة المواطن. وقال انه تم تطوير الاستراتيجية وفق منهجية علمية متكاملة نفذها مجموعة خبراء على مبدأ توسيع قاعدة المشاركة والمشاورات مع المؤسسات الشريكة ووسائل الإعلام والإعلاميين، وبعد مراجعة شاملة للجهود العلمية والمهنية السابقة في مجالات الاتصال والإعلام السكاني والخبرات الدولية التي نجحت باستخدام وسائل الإعلام في دعم السياسات السكانية.
وتزداد أهمية الاستراتيجية، بحسب الطويسي، مع الإدراك العام بتراجع دور الإعلام في دعم السياسات السكانية، حيث يشهد الأردن مرحلة بالغة الحساسية في المشكلة السكانية، فمن المنتظر أن يدخل الأردن قريباً مرحلة التحول الديمغرافي في التركيب العمري للسكان المعروف بـ "الفرصة السكانية" حيث سترتفع نسبة السكان في سن العمل بالفئة العمرية 15-64 سنة بشكل اكبر من الفئة المعالة (اقل من 15 سنة واكثر من 64 سنة )، ما يتطلب سياسات ملائمة في التعليم والتدريب والتشغيل والصحة وتوزيع الموارد وغيرها.
ونوه ايضا الى ان الأردن في السنوات الخمس الأخيرة زيادة قسرية كبيرة في السكان نتيجة حالة عدم الاستقرار التي مرت بها المنطقة العربية.
وبين الطويسي ان الاستراتيجية صُممت لخمس سنوات قادمة من المتوقع أن تستمر فيها معظم الملامح السكانية الراهنة، كما تم تحديد الهدف العام للاستراتيجية المتمثل ببناء أجندة إعلامية وطنية داعمة للتنمية وللقضايا السكانية.
واشار الى أربعة أهداف فرعية تدور حول تطوير قدرات الإعلاميين الأردنيين وخلق كتلة حرجة متميزة ورائدة من الإعلاميين المهنيين المتخصصين في مجال الإعلام السكاني تكون مهمتهم قيادة التغيير في أداء وسائل الإعلام الأردنية لصالح بناء أجندة إعلامية داعمة للأولويات السكانية.
كما تهدف الى تطوير الإعلام في نشر الوعي بالقضايا السكانية، وتطوير دور هذه الوسائل في تغيير تصورات واتجاهات وسلوكيات الأفراد، والتأثير على صناع السياسات العامة بما يخدم الأهداف السكانية الوطنية.
وعن المجالات الأساسية لاستراتيجية المحتوى الإعلامي، فإنها، وفق الطويسي، عكست فلسفة الفرصة السكانية ومواءمتها مع التطورات الاقتصادية والاجتماعية الى جانب القضايا السكانية الساخنة في سنوات تنفيذه هذه الاستراتيجية؛ وهي أربعة مجالات أساسية الصحة الإنجابية والأسرة الصغيرة، تمكين الشباب الأردني، تعزيز المساواة وتكافؤ الفرص للجنسين وتمكين المرأة والفتاة، والهجرة الدولية واللاجئون.
وتناولت الاستراتيجية رسم خارطة أساسية حول أدوار الشركاء الاستراتيجيين، توضح أدوار المؤسسات الداعمة للإعلام السكاني، كما تُقسِّم الاستراتيجية الجمهور المستهدف إلى ثلاثة خطوط، الخط الأول المستهدف يتمثل في وسائل الإعلام والإعلاميين حتى يتمكن هذا الطرف من الوصول إلى الخط الثاني المتمثل بالمؤسسات الداعمة وصناع السياسات ومتخذي القرارات، ثم الخط الثالث الأوسع والأكثر شمولية المتمثل بالمجتمع.
واثنى الطويسي على جهود المجلس الاعلى للسكان والجهات الشريكة والوكالة الاميركية للتنمية الدولية والمؤسسات الإعلامية والصحفيين معتبرا ان تكاتف الجهود هو ما ينجح جهود تنفيذ الاستراتيجية.