شركاء في صناعة المستقبل
اليوم العالمي للمرور
اليوم العالمي للمرور
السبت, 4 أيار 2024

اليوم العالمي للمرور

إن رفع مستوى السلامة المرورية وخفض خطورة الحوادث من أكبر التحديات التي تواجه جميع دول العالم.

- إن توجيه المخالفات المرورية إلى الأسباب الرئيسية الخمسة المسؤولة عن الحوادث قبل حدوثها سيحقق مزيداً من النتائج الإيجابية المرجوة.

 

4 أيار 2024

يمكن القول أن معدل حوادث المرور ومعدل خطورتها مستقران في الأردن، ولكن عدد الحوادث سيزداد وستشتد الازدحامات المرورية لأربعة أسباب هي :

  1. الزيادة السريعة في عدد السكان، إذ ازداد عددهم بستة ملايين شخص خلال العقدين الماضيين ليبلغوا (11.6) مليون حالياً.
  2. مساهمة التركيب العمري الفتي للسكان، إن  44.3% من السكان دون سن 20 سنة (5.1 مليون طفل ومراهق من الجنسين) [i]، ومن المرجح أن يمتلك نصف الذين أعمارهم 10-19 سنة (عددهم 2.32 مليون) مركبة لأول مرة خلال السنوات الثمانية القادمة 2023-2030.
  3. إن 92% من السكان وبالتالي السائقين والمركبات يتركزون في المحافظات الثمانية في وسط وشمال المملكة.
  4. استمرار اتخاذ قرارات بتغيير استعمال كثير من الشوارع بالسماح بقيام متاجر وبسطات متنوعة عليها.

يحظى هذا اليوم بعناية خاصة من المجلس الأعلى للسكان لأن حوادث المرور تتسبب بوفيات بين السكان من كافة الشرائح العمرية وبإصابات جسدية ترافقها إعاقات واعتلالات صحية مؤقتة ودائمة يتبعها عواقب على أسر المتوفين خاصة المعيلين منهم  تستمر لسنوات طويلة من حياة المصابين، ونفقد بذلك سنوات من الحياة المعافاة والنشطة إقتصادياً. إن الحوادث المختلفة ومنها حوادث المرور هي السبب الثالث للوفيات في الأردن بعد أمراض الدورة الدموية والسرطان.

تعمل إدارة السير والمعهد المروري في الأردن على تعزيز الثقافة المرورية بين المواطنين وتشديد الضبط والرقابة على الالتزام بالقواعد المرورية لحماية الأرواح والممتلكات بموجب قانون السير المعدل آيلول 2023[ii]، وهذه أمور بالغة الأهمية وحققت تحسناً كبيراً في الأمن المروري الأردني.

وحددت خطة التنمية المستدامة، غاية طموحة تقضي بخفض عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث المرور في العالم إلى النصف بحلول عام 2030، والخطة الاستراتيجية للسلامة على الطرق (2022-2023) [iii] والمعدة من قبل المجلس الأعلى للسلامة المرورية، والتي تهدف إلى  تخفيض عدد الوفيات والاصابات البليغة الناجمة عن حوادث الطرق لكل 100.000 نسمة بنسبة 20% خلال خمس سنوات (بمعدل تخفيض 4% سنوياً) وتكثيف الرقابة المرورية الآلية باستخدام التقنيات والأجهزة الحديثة ورفع كفاءة العاملين وزيادة الوعي المروري لدى جميع فئات المجتمع، وذلك استجابة لرسالة جلالة الملك عبدالله الثاني " أصبحت الأزمات المرورية مشكلة تؤرق راحة المواطنين وقدرتهم على التنقل بيسر وسهولة، كما أن حوادث السير تحصد أرواح الأبرياء وتزرع الحزن في بيوت المواطنين، وهذا يتطلب تعاونا كاملاً مع مختلف المؤسسات للوصول إلى استراتيجية مرورية شاملة تخفف من الاختناقات في شوارع مدننا وتحد من حوادث السير، فحياة الأردنيين هي أغلى ما نملك والبداية تكون بإحترام القوانين والأنظمة المرعية وتنفيذها بحزم وتطويرها بسرعة، وفق القنوات الدستورية ورفع كفاءة القائمين على تطبيق القانون 11/9/2022".

حقائق مرورية عن الأردن 

  • شهد الأردن خلال السنوات 2017-2022 زيادة كبيرة في اعداد المركبات، فارتفع عدد المركبات المسجلة من نحو 1.58 مليون مركبة عام 2017 إلى نحو 1.855.901 مليون مركبة عام 2022 بمعدل مركبة واحدة لكل 6 اشخاص مقارنة بمعدل مركبة واحدة لكل 69 شخص عام 1970،  بالإضافة إلى دخول 557.120 مركبة أجنبية إلى أراضي المملكة خلال ذلك العام. [v]
  • من المتوقع أن يرتفع عدد المركبات في  الأردن إلى 2.3 مليون مركبة بحلول عام 2030، مما يستدعي تخصيص موارد مالية كبيرة لزيادة أطوال شبكات الطرق، علماً بأن قطاع النقل يستهلك حوالي 47% من اجمالي الطلب على الطاقة في الأردن، ومن المتوقع أن تصل كلف مشاريع النقل في نهاية عام 2027 إلى أكثر من 500 مليون دينار أردني، ومعظمها مشاريع مرتبطة بشبكات الطرق وخدمات نقل الركاب.
  • الأردن ذو تركيب سكاني فتي إذ تبلغ نسبة الأطفال فيه ممن تقل أعمارهم عن  20 سنة حوالي 44.3% من اجمالي السكان[vi] وهم بذلك يمثلون قوة دافعة لمزيد من النمو السنوي في أعداد المركبات والسائقين  في السنوات القادمة مع اقتراب بلوغهم السن القانونية لقيادة المركبات. مع الاخذ بالاعتبار أيضا التوزيع الجغرافي غير المتوازن للسكان، حيث يقطن حوالي 92% من السكان في الأجزاء الشمالية الغربية للمملكة التي تشهد تزايداً سريعاً في الازدحامات  المرورية.
  •  رافق الزيادة في عدد المركبات وعدد السكان ارتفاع في عدد الحوادث المرورية في الأردن كما يبين الشكل(1).

[i] المجلس الأعلى للسكان، مؤشرات المشهد الديموغرافي - الأردن (نيسان 2024)

[ii] مديرية الآمن العام، قانون السير المعدل آيلول 2023

[iii] الخطة الاستراتيجية للسلامة على الطرق (2019-2023)

[iv] مديرية الأمن العام، التقرير السنوي للحوادث المرورية في الأردن لعام 2022

[vi] المجلس الأعلى للسكان، مؤشرات المشهد الديموغرافي - الأردن (نيسان 2024)

  •  أن واقع الحالة الأردنية عند مقارنتها ببعض الدول المتقدمة، غير مرض فيما يتعلق بمعدل الوفيات لكل 100,000 نسمة ومن حيث عدد الوفيات لكل 10,000 مركبة في الأردن، لكنها أفضل من الدول العربية كما يبين الشكل رقم (2( والشكل رقم(3).
  • وبلغ عدد وفيات الأطفال (أقل من 18 سنة)  117 وفاة عام 2022 بما نسبته 22.5% وبلغ عدد الجرحى منهم 3698 حالة بما نسبته 2.6%.
  • بقي معدل خطورة الحوادث (عدد الوفيات والجرحى منسوباً إلى عدد الحوادث) ثابتاً نسبياً خلال الأعوام 2017-2022 عند حوالي 0.104.
  • يمكن تحقيق مزيد من الانخفاض في معدل خطورة حوادث المرور في الأردن بتوجيه الرقابة والمخالفات المرورية نحو الأسباب الرئيسية للحوادث لثلاثة أسباب كما يظهر الشكل (6)، ولذا نوصي بنشر بيانات عن المخالفات المرورية موزعة حسب سبب الحوادث، كي يتمكن محللو البيانات من إيجاد مدى العلاقة بين أسباب المخالفات وأسباب الحوادث.
  • يعتبر الإنسان المسبب الرئيسي للحوادث المرورية حيث ساهم بوقوع ما نسبته 98.8% من مجموع حوادث الاصابات لعام 2022.
  • شكلت الفئة العمرية (18-35عاماً) الفئة الأكثر تضرراً من الحوادث المرورية، ومن السائقين الأكثر اشتراكا بحوادث الإصابات البشرية حيث شكلت ما  نسبته 45.9% من مجموع المصابين (جرحى وفيات) في الحوادث المرورية، كما يظهر الجدول التالي 
  • كان الذكور هم الأكثر عرضة للوفيات والاصابات البشرية(جرحى ووفيات) نتيجة للحوادث المرورية مقابل الإناث كما يبين الشكل (7).
  • وسجلت الفئة العمرية من 18عاماً ولغاية 35 عاماً أكبر نسبة من الوفيات والاصابات البشرية (جرحى ووفيات) للذكور كما يبين الجدول التالي :
  • في حين أن الفئة العمرية (36-53 ) هي الفئة العمرية الأكثر تسجيلاً لوفيات الإناث وبنسبة (30.2%) من مجموع وفيات الإناث نتيجة للحوادث المرورية.

  •  شكل السائقون الذكور الذين تترواح أعمارهم مابين (18-35) أكثر السائقين الذكور اشتراكاً بحوادث الاصابات البشرية وبنسبة (43.6%) من إجمالي السائقين الذكور المشتركين بحوادث الاصابات البشرية، في حين أن السائقين الإناث ضمن الفئة العمرية (36-53) كانت أكثر فئات السائقين العمرية للإناث اشتراكاً بحوادث الاصابات البشرية وبنسبة (45.6%) من إجمالي السائقين الإناث المشتركين بحوادث الاصابات البشرية.
  • أكثر المركبات المشتركة في حوادث الإصابات بحسب صفة التسجيل (خصوصي) وبنسبة (82.4%( مقابل (9.9%) لصفة التسجيل(عمومي)، شكلت فئة (سيارة الركوب الصغيرة) أكثر فئات المركبات اشتراكاً في حوادث الاصابات بالنسبة لجميع المركبات المشتركة بحوادث إصابات وبنسبة (68.9%).
  • التوصيات : 

  • تحسين البنية التحتية وتوسعتها وصيانتها بشكل دوري وفقاً لمعايير السلامة العامة.
  • اعتماد سياسة شمولية لوضع اللوائح المرورية على الطرق وصيانتها والحفاظ عليها. كما يجب تحديد مسارات المرور بوضوح، وباستخدام ألوان مرئية للسائقين. كوضع عالمات الطريق الطولية (المتصلة والمتقطعة(، والتي ترشد السائق خلال القيادة، وتوجهه نحو الامام، وتح ّذره كذلك من التجاوزات الخطرة بين المسارب.
  • أن الغالبية العظمى لحوادث الاصابات البشرية تقع على الطرقات ذات السرعات المنخفضة من (40 كم/ساعة إلى 60 كم/ساعة)، فمن الضروري أن تقوم الحكومة، وفي جميع المحافظات، بتركيب كاميرات مناسبة، واعتماد نظام غرامات مدروس من شأنه ردع السائقين عن ارتكاب التجاوزات.
  • تبني واستثمار أحدث التطورات التكنولوجية، مثل أنظمة التنبيه عند انحراف المسار والتحكم في السرعة في المركبات، وتوظيف تطبيقات الذكاء الصناعي لمراقبة الطرق، وممرات المشاة، من أجل وضع الآليات الوقائية للتنبؤ بالحوادث المرورية وتعزيز السلامة على الطرقات.
  • دراسة وتحليل بياناتالحوادث لتحديد أنماطها، والعوامل المساهمة فيها، من أجل توجيه تصميم السياسات والاستراتيجيات للتخفيف من الخسائر البشرية والاقتصادية للحوادث المرورية
  • تعزيز إنفاذ القانون من خلال تطبيق القوانين بحزم، وزيادة مراقبة المخالفات المرورية، مثل السرعة والقيادة تحت تأثير المخدرات أو الكحول، مع تطبيق عقوبات صارمة على المخالفين.

  • [i] منتدى الاستراتيجيات الأردني، ورقة سياسات "الاستثمار في السلامة المرورية لإطلاق الإمكانات الاقتصادية"، آيار 2023.

    ربط أقسا ط التأمين على المركبات بالفئة العمرية والمتسببين بالحوادث المتكررة أي زيادته تصاعديا على الافراد الذين يتسببون بحوادث مرور ية متكررة. تطوير منظومة النقل العام من خلال توفير أنظمة نقل عام مريحة ودقيقة وفعالة، حيث سيفضل الناس اختيار هذه الوسائل بدلاً من مركباتهم، وبالتالي تقليل عدد المركبات الخاصة على الطريق. تشجيع وسائل النقل البديلة والمستدامة من خلال الترويج لوسائل النقل البديلة، كالمشي وركوب الدراجات والاستخدام المشترك للسيارات، والتي يمكن أن تساعد في تقليل عدد المركبات على الطرق، وبالتالي تقليل مخاطر وقوع الحوادث، علاوة على اتباع نمط حياة أكثر صحة. تعزيز العمل المشترك والمنسق ما بين كافة الجهات الحكومية والقانونية ذات العلاقة، وهيئات وسلطات النقل، ومقدمي الرعاية الصحية، وشركات التأمين، والمنظمات المجتمعية ضمن منظومة حوكمة رشيدة متكاملة تعمل على تنفيذ استراتيجيات وخطط طوارئ فعالة للتخفيف من الحوادث المرورية وآثارها السلبية. التوعية بالسلامة المرورية: مع العلم أن مديرية الأمن العام قد بدأت العمل بنظام نقاط المخالفات المرورية في عام 2022 إلا أن توعية السائقين بشكل عام، والشباب منهم بشكل خاص، حول مختلف قضايا السالمة المرورية هو أمر ملح وهام أيضا. فعلى المستوى الوطني، يقع على عاتق الحكومة والمؤسسات ذات العلاقة، تطوير برامج لتقويم سلوك السائقين من خلال تنفيذ حملات لزيادة الوعي بمخاطر السلامة على الطرق، وأهمية الالتزام بتدابير السلامة كأحزمة الآمان، والخوذات، والقيادة الواعية، والالتزام بالسرعات المحددة على الطرق، وتجنب قيادة المركبات غير الآمنة، وغيرها من السلوكيات المحفوفة بالعديد من المخاطر.

    المصادر:

     المجلس الأعلى للسكان، مؤشرات المشهد الديموغرافي - الأردن (نيسان 2024)

     مديرية الآمن العام، قانون السير المعدل آيلول 2023

     الخطة الاستراتيجية للسلامة على الطرق (2019-2023)

     مديرية الأمن العام، التقرير السنوي للحوادث المرورية في الأردن لعام 2022

    المجلس الأعلى للسكان، مؤشرات المشهد الديموغرافي - الأردن (نيسان 2024)

     منتدى الاستراتيجيات الأردني، ورقة سياسات "الاستثمار في السلامة المرورية لإطلاق الإمكانات الاقتصادية"، آيار 2023.