شركاء في صناعة المستقبل
الأردن يشارك العالم الاحتفال باليوم الدولي للمتطوعين من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية
الأردن يشارك العالم الاحتفال باليوم الدولي للمتطوعين من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية
الخميس, 5 كانون الأول 2019

يحتفل الأردن والعالم اليوم الخميس باليوم الدولي للمتطوعين من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والذي يصادف بتاريخ 5 كانون اول من كل عام، حيث يأتي هذا العام تحت شعار "أهمية التطوع في خلق مستقبل يشمل الجميع".

وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولي للتطوع في 5 كانون الأول من عام 1985، وهي فرصة للمتطوعين، والمنظمات التطوعية، لزيادة الوعي بحجم الإسهام التي تقدمه هذه الفئة لمجتمعاتها، والاحتفال بجهودهم، وتقاسم قيمهم، وتعزيز عملهم في مجتمعاتهم.

وتتمثل أبرز أهداف العمل التطوعي برفع مهارات المتطوعين المهنية وزيادة خبرتهم في مجالات تخصصهم، مما يسهم في رفع فرص توظيفهم حيث أن الخبرة الأكاديمية وحدها لا تكفي للحصول على الوظيفة المناسبة، كما انه يعد الية ممكنة  لاﻳﺟﺎد الوحدة اﻟﻌﺿوﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وإنماء روح اﻻﻧﺗﻣﺎء ﻟدى اﻟﺷﺑﺎب.  

كما يهدف العمل التطوعي إلى تعزيز استفادة النساء من الأدوار المتعلقة بالقيادة وعملية صنع القرار في سياق العمل التطوعي، حيث أن العمل التطوعي يدعم تعزيز مشاركة النساء في لجان العمل ومواقع صنع القرار، إلى جانب مناقشة القواعد التمييزية القائمة على النوع الاجتماعي، والتمثيل المنصف لهن، وجعل الجهات الفاعلة قادرة على تغيير التصورات والمعايير المحلية المتعلقة بأدوارهن.

وأكد المجلس الأعلى للسكان في بيان صحفي خاص بهذه المناسبة أن رؤيته تتضمن الاهتمام بالبعد السكاني الذي يصب في تحقيق التنمية والرفاه لمكونات المجتمع الأردني بمن فيهم الشباب، مشيراً إلى أن العمل الجماعي والتشاركية والتميز والابداع والمسؤولية المجتمعية تعد من القيم الجوهرية التي يلتزم بها المجلس ضمن نطاق عمله، والتي تصب في صميم قيم التطوع وروح الخدمة المجتمعية.

 وبين المجلس انه ونظراً لاهتمامه بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص، فانه يولي مناسبة يوم المتطوعين العالمي اهتماماً خاصاً، حيث يشكل هذا الموضوع فرصة جديدة للتذكير بأهمية التطوع والتي تتمثل بتوسيع نطاق الخيارات والفرص المتوفرة للمجتمعات المحلية أثناء استعدادها لمواجهة الازمات والتصدي لها، وذلك بتوحيد الاجراءات الفردية تحت مظلة هدف مشترك.

 ولفت أن المجلس عزز مساهمة التطوع في مجال بناء القدرة على الصمود من خلال فتح باب برنامج التطوع الخاص به، والذي يضم طلاب من عدة تخصصات ومن مختلف الجامعات المحلية والعالمية، بهدف إثراء بيئة العمل، مبيناً أن التطوع يفتح قنوات جديدة للأطراف المعنية الاخرى، ويربط أعضاء المجتمع بشبكات دعم أوسع، وتكون القدرة على الصمود أقوى عندما يكون الاشخاص جزءا لا يتجزأ من نسيج الشبكات والعلاقات والروابط المتنوعة.

وبين المجلس أن العمل التطوعي يواجه عدة تحديات ومعوقات على مستوى الأردن تمنع الاستفادة منه على اكمل وجه، حيث يعود السبب في بعض هذه التحديات إلى وجود إطارات تشريعية تنقصها ﺗﺷرﻳﻌﺎت ناظمة ﻟﻠﻌﻣﻝ التطوعي، كأن ﻳﻛون ﻫﻧﺎك قدم في التشريعات وعدم مواكبتها لمجريات العصر، ﺧﺎﺻﺔ أن العمل التطوعي  ﻳدﺧﻝ ﻓﻲ ﻛﺛﻳر ﻣن ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺣﻳﺎة اﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ، بالإضافة إلى عدم قناعة العديد من المهنيين والمسؤولين بالعمل التطوعي وفوائده أو خوفهم من تدخل المتطوعين في عملهم، إلى جانب العديد من التحديات الاجتماعية والثقافية التي تحول دون جعل العمل التطوعي ظاهرة منتشرة في الأردن على الرغم من وجود تاريخ طويل للأعمال الخيرية متمثلة بالجمعيات الخيرية والمبادرات التي تهدف إلى دعم أفراد المجتمع في شتى المجالات في الريف والحضر والبادية.

وعلى الصعيد العالمي، اظهر تقرير حالة التطوع في العالم لعام 2018 والصادر عن برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين انه تم تقدير حجم قوة العمل التطوعية العالمية بـ 109 مليون عامل بدوام كامل، وهو رقم يتجاوز عدد العاملين في العديد من الصناعات العالمية الرئيسية، كما أن 30% منهم يتطوعون لدى المنظمات والجمعيات والمجموعات بشكل رسمي.

وتؤثر البيئة الجغرافية، والنوع الاجتماعي، والعمر وغير ذلك من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في قدرة الافراد في المجتمعات على التطوع، وذلك كون هذا الموضوع يعتبر سلوكاً اجتماعي، وتظهر الأرقام العالمية أن النساء تتطوع بشكل رسمي أكثر مقارنة بالرجال، حيث بلغت النسبة للنساء 57%، والذكور 43%.